
هُنا القدس | رناد شرباتي
يعود تاريخ "عين سلوان" إلى زمن الكنعانيين، فهي النبع الوحيد في منطقة سلوان، وتُعتبرُ مقدسيًا، مصدرًا مهمًا لري المحاصيل الزراعية في سلوان.
المرشد السياحي خضر نجم، يقول لـ هُنا القدس إن عين سلوان هي خزانٌ جوفي من المياه تحت الأرض، ويعود عمرها لخمسة آلاف عام، ومصدر منبعها غير معروف، ويبلغ طولها 533 مترا، وحتى نصل للعين يتم النزول إلى عمق خمسة أمتار تحت الأرض، وقد سيطر عليها الاحتلال منذ عام 1967، وحاليًا، تتولى جمعية "إلعاد" الاتسطانية السيطرة عليه.
حفرت قوات الاحتلال العديد من الأنفاق تحت عين سلوان، وفي هذا السياق يوضح نجم أن مخاطر هذه الحفريات يؤدي إلى تغيير في طبقات الأرض وبالتالي تغيير مصدر ومسار العين، ومن الممكن أن يؤدي ذلك لوقف فيضان المياه.
الحاج سمير رويضي، يعيش فوق "عين سلوان"، وبيته الأقرب لها بين بيوت الحيّ، ويحيط بمنزله مجموعة كاميرات وضعها الاحتلال للمراقبة.
يستذكر رويضي أيام طفولته "كنا ننزل للعين إيمتا ما بنّا، وكانوا السيّاح ييجوا يلتقطوا صور"، مضيفًا "كان السقّا يملي ميّ من العين، ويعبيّ الجرار ع الدابة، ويوزّعها ع أهل البلد".
وعن الاختلاف بين الماضي والحاضر، يقول رويضي لـ هُنا القدس، التغيرات التي حصلت على عين سلوان بدأت عندما شرع الاحتلال بإقامة الحفريات التي امتدت من جامع سلوان حتى البساتين، وإغلاق الشارع المؤدي إليه ووضع أمامه السياج لمنع الدخول، وحرمان أهالي البلد من الدخول، إلا بدفع مبلغ يقارب 40 شيقلًا كلّ مرّة.
وكثير ما تحصل مناوشات بين سكان الحي وقوات الاحتلال ويقول الرويضي، "منذ صلاة الفجر تضع قوات الاحتلال السياج في أرضنا لتعيق الطريق أمامنا، وتعرضت للاعتقال ثلاث مرات أنا وابني خلال مناوشات معهم ".
ويقول احد سكان الحي الطفل احمد الطويل "يأتي السياح من جميع الطوائف والمستوطنين بحراسة مشددة بشكل يومي الى المكان، ويسببون ازعاجًا يستمر حتى الساعة الثانية ظهرًا إضافة الى تدريباتهم بالقرب من العين في صباح كل يوم.
ويضيف الطويل: "كنا نلعب بالقرب من العين مع أصدقائي ونستخدم المياه في الغسل وري المزروعات، إلا أننا نحرم من ذلك عند دخول المستوطنين والسياح، خاصة أنه يجب أن دفع المال مقابل الدخول للعين.