هُنا القدس | رناد شرباتي
لأول مرة منذ عام 2007، استطاع عدد من أهالي قطاع غزة زيارة القدس المحتلة، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بعد أن أعلنت إسرائيل منح "تسهيلات" تقتصر على من تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
امتزجت القدس، الأحد بالنكهة الغزاوية وأدمعت عيون 500 مشتاق عند رؤية المسجد الأقصى، منهم من كانت زيارته الأولى ومنهم من كانت زيارتهم بعد فراق لأكثر من 10 سنوات.
الحاج أحمد الخيشي من حي الشجاعية في قطاع غزة بعد غيابه عن المسجد الأقصى مدة 16 سنة، اليوم يجلس بين رحابه ويعبّر لـ هُنا القدس عن فرحته، بقوله: لا أستطيع التعبير عن هذه الفرحة، لم أشعر بها منذ وقت طويل، هو فعلًا أضحى مبارك و يومًا مميزًا بالنسبة لي بعد ما عشنا أيامًا عصيبة في عيد الفطر.
ويقسم الخيشي ماسحًا دمعته أنه كان يبكي بأعلى صوته في العدوان الأخير على قطاع غزة ويقول "لقد حوصر أولادي الأربعة داخل المنزل في حي الشجاعية عند قدومهم للأطمئنان علي دون علمهم بدخول الدبابات الإسرائيلية على الحدود وكنت قد غادرت المنزل، حاصرهم الاحتلال ولم يصلني أي خبر عنهم، عشنا أيّام لا أعرف مصير أولادي ولا يوجد طريقة للتواصل، الحي بكامله دمر لم يبق حتى شجرة واحدة وفي هدنة كانت لمدة ساعتين استطعنا إخراج أولادي الأربعة من بين الأنقاض".
أمّا الحاجة أم ياسر من حي الشجاعية، والتي تزور الأقصى لأول مرّة، فلم تستطع تمالك نفسها ورفعت يداها وبدأت بالدعاء لتحرير القدس والأقصى، وتقول لـ هُنا القدس "إن تصريح زيارتي للمسجد الأقصى هو أجمل مفاجأة حصلت عليها. اليوم أستطيع أن أقول إن حلمي قد تحقق"، مشيرة إلى أنها لم تنم الليلة الماضية في انتظار هذه اللحظة.
وأمّا الحاجتان فوزية وفتحية عويس من بلدة السراط واللتان كانتا تجلسان مع نساء من مدينة اللد، فتحدثوا لـ هُنا القدس: "اليوم القدس تجمعنا، جئنا من غزة لنصلي ولنتعرف على أهالينا فكلنا هُنا شعب واحد، لقد فقدنا أحبابًا لنا وعشنا أيامًا صعبة، نسعد اليوم بلقاء أناس يشعرون بألامنا وأوجاعنا.
وتقول فوزية عويس عن العدوان الأخير على غزة: هي ليست حربًا عادية؛ لقد كانت من أقسى الحروب التي عشناها، كنا نتوقع الموت في أي لحظة.
ويقول الحاج محمود المقادمه من خانيونس، زيارتي للمسجد الأقصى اليوم هي زيارة تاريخية، هذه الزيارة الأولى لي في حياتي، ولولا هذه الزيارة لما شعرت بالعيد.
وقد فرح أهالي القدس بهذه الزيارة وقاموا بتوزيع الكعك المقدسي على الغزيين تعبيرًا عن سعادتهم ومنتظرين المجموعات الأخرى التي من المقرر أن تأتي الاثنين والثلاثاء ليصبح عدد القادمين من قطاع غزة 1500 شخص.