
هنا القدس | أحمد يوسف
يحاول بنك الطعام الفلسطيني، إنعاش جسده الممتد بين محافظات الضفة، بعد وقوفه على حافة الإفلاس، وقرعه جرس الخطر، محذرًا من فشل المشروع العالمي في فلسطين، رغم نجاحه في دول عربية مجاورة.
الأحد، أطلق البنك مشروعه الجديد، لدعم العائلات الفقيرة والمستورة، من خلال توفير الطعام لها، وتحسين ظروفها الاقتصادية، وهو المشروع المنقسم إلى جزئين، أولهما مطعم والآخر تدريب وتأهيل.
وتوضح مدير البنك، سهير أبويوسف لـ "هنا القدس"، أن المشروع جاء بعد محاولات حثيثة للفت أنظار جهات رسمية وخاصة، للبنك الآخذ وضعه الاقتصادي في التردي، بعد أن أقفل مسؤولون في الحكومة والقطاع الخاص أبوابهم في وجه القائمين على المشروع، رافضين تقديم أي مساعدة.
وتبين أبويوسف، أن الجانب الأول من المشروع يهدف إلى افتتاح مطعم تعرض فيه (40) جمعية في محافظات الوطن، أغذيتها المختلفة للبيع، حيث ستباع وجبتين بسعر وجبة واحدة، على أن تذهب إحداهما لعائلة فقيرة.
ويهتم الجانب الثاني من المشروع، بتعليم مندوبات عن العائلة الفقيرة مهارات تتوافق مع اهتمامهن، مثل الطبخ أو التجميل أو غيره، على أن يتم دعم هذه العائلات خلال فترة التدريب، بتوفير كافة أشكال الرعاية الممكنة، وفقًا لسهير.
وتوضح سهير، أن استمرار الدعم خلال فترة التدريب، يهدف لتشجيع المتدربات على الاستمرار، وعدم ترك التدريب لامتهان أعمال مختلفة بهدف توفير متطلبات الحياة، "بعض هذه الأعمال تكون مهينة للسيدات، ونحن بدورنا سنحميهن من الوصول لهذه المرحلة من خلال التدريب والتوفير الرعاية للعائلة في آن معا"، قالت سهير.
وأشارت أبويوسف، إلى أن التنسيق جارٍ لتدريب سيدات من خارج محافظة رام الله أيضا، وتوفير كافة المتطلبات لاستمرارهن في التدريب، والذي يتوجه البنك بدعم العائلة ماليا أو التنسيق لها مع مؤسسات الإقراض، لافتتاح مشاريعهم الخاصة بعد انتهاء التدريب، بما يضمن للعائلات مصدر دخل مناسب بعد ذلك.
ورغم الأبواب الموصدة في وجه البنك، إلا أن الأمل لم يتلاشى تماما، بعد تدخل جهات مختلفة، كان على رأسها محافظة رام الله والبيرة، ورئيس الغرفة التجارية في رام الله، والذين وعدوا بتقديم الدعم الممكن لإنعاش المشروع ودعمه.
وخلال افتتاح المشروع في مقر البنك برام الله الأحد، وعد رئيس الغرفة التجارية برام الله، خليل رزق، ونائب محافظ رام الله، معين عنساوي، بدعم مطبخ البنك، والتنسيق للاستفادة من أغذية المطعم في العزائم الرسمية وورشات العمل، وعرض منتوجاته في معارض الأغذية العالمية.
وأوضح رزق، لـ "هنا القدس"، إن الغرفة التجارية ستحث القطاع الخاص على تقديم الدعم المالي والتبرعات للبنك، بالإضافة لدعم منتوجاته والترويج لها، معتبرًا ذلك واجب القطاع الخاص وهو جهد غير مشكور، حسب قوله.
ويظل مصير المشروع معلقا بتنفيذ هذه الجهات لوعودها، وتراجع جهات أخرى بينها شركات كبيرة، عن موقفها المقصر تجاه البنك، ومن خلفه مئات العائلات الغارقة في وحل الجوع والحرمان، خارج نطاق الاهتمام الرسمي والشعبي في أغلب الأحيان.