
هُنا القدس | بيان الجعبة
رمضان شهر الخير والرحمة تتجدد فيه صلة الأرحام، ويبرز اجتماع العائلة على مائدة الإفطار كواحد من سماته المحببة لنفوس الصغار والكبار، لكن الأمر يختلف عند الأسرى وعائلاتهم؛ حيث تتعاظم مشاعر الحنين المتبادل لحظة الغروب.
آلاف القصص خلف الأبواب الموصدة تطوي صفحاتها على آلام الفقد ومشاعر الحزن، عندما تفتقد الأم ولدها والأب فلذة كبده، ويفتقد الصغار الوالد وأحيانا كثيرة الوالدة الذين غيبهم السجان الغاصب خلف القضبان.
وفي المقابل غاب عن الأسرى في سجون المحتل رؤية الهلال وصوت التكبير وفرحة الشوارع والطرقات، وأصوات المآذن وطبول المسحرين.
والدة الأسيرين ماجد و هيثم الجعبة من مدينة القدس تقول لـ هُنا القدس: "إن عائلات الأسرى تستقبل شهر رمضان بكثير من الذكريات القديمة والمشاعر الجياشة لأبنائهم وآبائهم وإخوانهم".
وتضيف والدة الأسيرين الجعبة "إن العائلة حرمت وجودهما معها في شهر رمضان عدة مرات، حيث تمر أيام الشهر الفضيل بصعوبة عليهم وهم يستذكرونهم ويستذكرون الجو الذي يضفياه على المنزل فما إن يرفع آذان المغرب وتجتمع العائلة على مائدة الإفطار تعود من جديد لتتذكر نجليها المعتقلين في سجون الاحتلال حينما كانا يلتفا حول المائدة في كل يوم من رمضان".
والدموع تملأ عينيها تكمل الجعبة حديثها قائلة :"كل يوم أجلس أمام صور أبنائي المعلقة على جدران المنزل وأخاطبهم وأتكلم مع صورهم، لأني أعلم بأن قلبي يكلمهم، وأعلم بأن فرج الله قريب عليهم".
وتتابع الوالدة: "في رمضان تكون مشاعري جياشة، وأشتاق كثيرًا لأبنائي الذي حرمني منهم الاحتلال"، داعيةً نجليه إلى استغلال الشهر الفضيل في العبادة والتقرب إلى الله والدعاء ليفك الله أسرهم.
وطالبت الجعبة كافة الجهات بالالتفات حول الاسرى و النظر الى معاناتهم و معانة أهاليهم في شهر رمضان، و تتمنى والدة الاسيرين أن يسمح الاحتلال لهم بزيارة أبنائها لكي يتثنى لها الاطمئنان عليهم .
هذا ويتعمد الاحتلال التنغيص على عائلات الأسرى بحرمانهم من التواجد مع أهلهم حينما يلتم شمل الأقارب في الشهر الفضيل بدون الأحبة، وبحسب الجعبة فإن نتغيص الاحتلال لا يتوقف على زج أبنائها في السجون بل أيضًا في المنع من الزيارات أو تقليص وقت الزيارة خلال الشهر الفضيل وفي بعض الأحيان تقول أم ماجد: "يتم صلبنا عدة ساعات أمام بوابات السجن و يتم تأخيرنا عن موعد الزيارة الأصلي".
وتذكر أم الأسيرين بأنه قبل عامين ذهبا بعد السحور مباشرة للزيارة و لم يعود سوى قبيل ساعة فقط من أذان المغرب "فهذا أيضًا جزء من المعاناة .
ولكن رغم كل هذه المعاناة والتنغيصات من المحتل إلا أنك ترى أملًا يتجدد في عائلات الأسرى الذين يأملون دومًا بضم أبنائهم و التفافهم حول مائدتي السحور و الإفطار في الشهر الفضيل.